Abstract:
تحدد الرواية التاريخية أولاً عن طريق موضوعها: حيث يتعلق الأمر برواية تصف أشخاصاً تاريخيين ووقائع تاريخية، أو تحاول رسم صورة إحدى المراحل الماضية بالاعتماد على شخصيات مختلفة، أو تحاول رسم صورة إحدى المراحل الماضية بالاعتماد على شخصيات مختلفة. فهي تشكل سيرة أحد الأشخاص التاريخيين مع طاقة انفعالية شعرية، أو تركب وقائع تاريخية من خلال حدث مختلق. إنها تقوم بعرض حسي للأشخاص والأحداث التي وقعت في العصور الماضية. ومما يجدر ذكره أن كثيراً من الروايات التاريخية لا تعالج مواضيع تاريخية فقط، وإنما تعكس مشكلات الحاضر الذي تنشأ فيه أيضاً. إذن فالرواية كثيراً ما تتحرك على مستويين: فهي تصف مرحلة ماضية، وتعالج الصراعات الموجودة في عصر المؤلف. وعلاوة على ذلك فإن مؤلف الروايات التاريخية يتبنى رأياً محدداً حول نشأة التيارات والمناقشات التاريخية وسيرها. إنه يقدم تفسيراً محدداً للرواية المنقولة، ويوضح بطريقته الوصفية فلسفته التاريخية. تقف الرواية التاريخية في علاقة توتر بين الماضي والحاضر، فهي تضع القارئ أمام السؤال، إلى أي حد يكون عرضها للوقائع الماضية أميناً من الناحية التاريخية؟ وما الأقوال التي تعبر بها عن الحاضر؟