Abstract:
أصبحت الواقعية السحرية إنموذجاً شائعاً لدى الكثير من الكتاب، لاسيما الكتاب العرب، فقد استمد هؤلاء الكتاب رؤاهم من روايات أمريكا اللاتينية، التي انمازت بفضاءات سحرية عجيبة وأجواء خيالية خرافية غريبة، إذ يرسم الكاتب قصته في غاية البساطة متخذاً تفاصيل الحياة مادته، ثم يدعمها بكل ما هو غريب ومستحيل، وهو بهذا لا يستنسخ الواقع إنما يخلق واقعاً خاصاً به، يقوم على مبدأ التوليف بين المتضادات، لذا نجد الفوضى مع النظام، والاستقرار مع الاضطراب، والأمل مع البؤس، والنفس الممزقة والمعذبة مع صفاء الروح وخلودها، والمطلق مع النسبي، والخلود مع الفناء، فضلاً عن التأكيد على الالتباس، وأثيرية الزمن، والقلق الميتافيزيقي، والإحساس باللايقين وانعدام المعايير الثابتة للقيم، عالم ملي بالمناقصات، يريد الكاتب من خلاله البرهنة على فرضية معينة، وهو بهذا لا يرسم سحرية للإمتاع فقط، إنما يريد الإيحاء بفكرة فلسفية، أو مجموعة أفكار منها العالم الذي نراه مألوفاً.